pregnancy

في مدينة دورا : أسماء الشوارع .. دليل للمجهول


في مدينة دورا : أسماء الشوارع .. دليل للمجهول

في عام 2003 بدأ مشروع تسمية وترقيم الطرق في مدينة دورا ، بتمويل من الحكومتين النرويجية والهولندية ، وذلك في إطار ما كان يسمى بالتشغيل الطارئ " تشغيل العاطلين عن العمل لفترات محددة " ، فتم في هذا المشروع تسمية 132 شارع في المدينة . وذلك حتى يسهل الاستدلال على منازل المواطنين من قبل أصحاب الشأن وبالأخص البلدية ممثلة بقسم خدمات الجمهور .


 لكن وبعد مضي ما يقارب التسع سنوات على إنشاء المشروع تظل عملية تسمية الشوارع في نظر الغالبية من المواطنين ضرباً من عبث ، وشيء لا فائدة منه ، فما الفائدة إذن من عملية تسمية الطرق إذا كان الإسعاف أو الدفاع المدني لا يعرفون شوارع دورا بأسمائها وإنما من خلال خبرتهم ومعرفتهم المسبقة ؟ وما الفائدة من تسميته الشوارع إذا كان الدفاع المدني يستدل على طالب النجدة من خلال الدخان أو من تجمهر الناس ؟!  فهل كانت تسمية الطرقات وترقيمها عملية عبثية لا طائل من ورائها ؟
يقول المواطن أحمد عقيل أن ابنه مرض ذات يوم ، فطلب الإسعاف لنقل ابنه إلى المستشفى ، وقد زود ضابط الإسعاف باسم المنطقة والشارع الذي يقطن فيه ، لكن ما أثار استغراب المواطن ودهشته أن طاقم الإسعاف لا يعرف أين هذه المنطقة وأين هو شارعها ، فاضطر أحمد عقيل لإرسال أحد ابنائه لمركز الهلال الأحمر ليدل الطاقم على مكان البيت !
متسلحين بهذه الحادثة توجهت جهات الاختصاص إلى أصحاب الشأن ومنها البلدية والدفاع المدني والهلال الأحمر ، للسؤال عن مدى فاعلية مشروع تسمية الطرقات في المدينة. فقصدنا البلدية وبالتحديد وحدة نظم المعلومات الجغرافية والتي قال المسؤول عنها المهندس فادي عمرو أن الهدف الأساسي للمشروع كان لتسهيل الوصول للمواطنين وإيجاد عناوينهم ، وهو أي المشروع بداية لبناء نظام GIS بالدرجة الأولى .  وأن البلدية ليست مسؤولة عن تزويد المؤسسات أو جهات الاختصاص بخرائط توضح أسماء الطرق ، بل إن هذه الجهات هي التي يقع على عاتقها مراجعة البلدية وطلب نسخة عن خريطة الشوارع ! وقد أكد المهندس عمرو على ضرورة التنسيق ما بين البلدية والجهات ذات الاختصاص لتزويدها بخرائط الطرق وأسمائها لتسهيل عمل هذه الجهات وتقديم الخدمات بفاعلية للمواطنين . وبخصوص متابعة البلدية للافتات التي تحمل أسماء الشوارع نفت موظفة قسم التخطيط في البلدية غادة مسلم وجود أي نوع من الرقابة أو المتابعة لهذه اللافتات . فأي ضرر أو إزالة لها لا يحرك الجهات المسؤولة في البلدية لإعادة ما أزيل أو تصليح ما تضرر !
أما الهلال الأحمر في المدينة فقد كان له رأي آخر ، حيث قال ضابط الإسعاف اسماعيل الطميزي أن المشروع لم يؤتِ ثماره ، وأنه لم يساعد في وصول الجهات المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين ، فمثلاً كانت ترد إلى الإسعاف معلومات عن اصابات في أماكن معينة في المدينة ، ولا يستطيع طاقم الإسعاف التعرف على تلك الأماكن بسهولة ، فيلجؤون إلى سؤال المارة أو أهل المنطقة عن المكان المقصود . مما يعرقل وصول طاقم الإسعاف في الوقت المناسب !
وعن وجود خريطة بأسماء الشوارع لدى طاقم الإسعاف قال الطميزي أن مثل هذه الخريطة غير موجودة لدى طاقم الإسعاف لأنه لا فائدة مرجوة منها ، إذ من الصعب تحديد الشوارع بسرعة وسهولة على خرائط بدائية ، داعياً الجهات الرسمية لتوفير نظام GPS في سيارات الإسعاف لتتمكن من الوصول للهدف بالسرعة القصوى لأي نداء استغاثة.
آزر رأي الهلال الأحمر تصريح الدفاع المدني بخصوص تسمية الشوارع ، فقد أكد الملازم أول خليل الرجوب أن الدفاع لم يستفد قيد أنملة من هذا المشروع ، وأنه يعتمد في تعرفه على أماكن وقوع الخطر على خبرة ومعلومات طاقم الدفاع حيث أن الغالبية منهم أبناء للمنطقة ، ويعرفونها جيداً. ومن المثير للدهشة قول الرجوب أنه وفي بعض الأحيان يستدلون على أماكن وقوع الخطر والحرائق من تجمهر الناس أو من الدخان المتصاعد في السماء !
فما مدى فعالية مشروع تسمية الطرق إذا لم يستفد المواطنون ولا حتى أطقم الدفاع المدني والإسعاف كأهم جهات يحتاجها المواطن عند حدوث الخطر ؟!  سؤال طرق أبواب المسؤولين واستمع لوجهات نظرهم ، لكن الإجابة التي يؤمن بها المواطن هي التي يراها على أرض الواقع ، فانعدام المعرفة بأسماء الشوارع من قبل الجهات صاحبة الشأن هي الترجمة الفعلية لمدى فشل مشروع تسمية الطرق !





شكرا لتعليقك