pregnancy

الأحزاب السياسية في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية


الأحزاب السياسية في بريطانيا والولايات المتحدة
إعداد: محمد العواودة
  أثار موضوع الأحزاب – وما يزال - جدلاً بين الأنظمة السياسية من جهة وفقهاء السياسة من جهة أخرى ، فاختلفت على إثره التفسيرات ووجهات النظر. فهذا الموضوع " أي الأحزاب " موضوع شائك من جهتين : الجهة القانونية ، وسايرها على نفس النمط والمقدار الجهة السياسية.
  لذلك فإن دراسة الأحزاب السياسة باتت من الدراسات الهامة جداً لأي دارس للأنظمة السياسية المختلفة ؛ كونها مفهوماً استراتيجياً يُمَكننا من فهم العديد من الظواهر السياسية داخل النظم والأنساق السياسة . والأحزاب كما يقول النمساوي كلسن KELSEN " هي عماد الديموقراطية  ومعاداة الأحزاب هي معاداة للديموقراطية .[1]"


  وإذا كان هذا التعقيد والجدل يثاران على الصعيدين المحلي والدولي ، فإننا في هذه الورقة سوف نقصر الحديث عن الأحزاب السياسية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ، والمملكة المتحدة. وسنتطرق إلى توضيح نقاط التلاقي والاختلاف بين الأحزاب في كلا البلدين ، مع توضيح ميزات كل نظام في كيفية تعامله مع الأحزاب السياسية ، لأجل ذلك قيل : " إن أي نظام سياسي ما هو إلا انعكاس للنظام الحزبي السائد فيه[2]. " فهي أي الأحزاب تمارس تأثيراً لا يقل عن تأثير المؤسسات الرسمية داخل النظام السياسي .
  وبما أننا سنتحدث عن الأحزاب في بلدين عرفتا شكل " نظام ثنائية الأحزاب " فإننا سوف نقوم بتقسيم البحث إلى مباحث لنُسهل على القارئ اختيار ما يريده بسهولة ،فسنقوم أولا بتوضيح مفهوم الحزب السياسي، ومن ثم نظام ثنائية الأحزاب ، وذلك كي نحدد المعنى تحديداً يحول دون تشكل تصور ناقص عن حقيقة الحزب السياسي أو نظام الحزبين. بعد ذلك سنحاول تبيان بعض الفروقات بين الأحزاب الأمريكية والبريطانية ، وسنعطي نبذة عن كل حزب من الأحزاب في كلا البلدين.
هذا والله نسأل التوفيق والسداد
الباحث

المبحث الأول

مفهوم الحزب السياسي ونظام الحزبين

  استعملت لفظة "الحزب" للدلالة على جماعة من الناس ، فقد جاء في " لسان العرب" لابن منظور أن حزب معناها الطائفة والجماعة من الناس . وأحزاب الرجل : جنده وأصحابه .
  ونظراً لأن الأحزاب ظاهرة سياسة مركبة ، فقد كان من الصعب إيجاد تعريف شامل كامل واحد، فهي كباقي الظواهر السياسية تحمل مدلولات متعددة ومتفرعة . لذلك فإن ظاهرة الأحزاب تحمل العديد من المدلولات المختلفة ، ففريق قد ينظر إلى الحزب باعتباره تنظيماً وهذا التنظيم هو من يضفي تلك الأهمية على الحزب . والبعض يرى أن الحزب هو هدف منشود ، وأن هذا الهدف النابع من الأيديولوجيا والفكر الخاص بأعضاء الحزب ومؤسسيه هو العامل الحاسم . وهناك فريق ثالث ينظر إلى الحزب على أساس وظائفه ، فهي كما يعتقدون أهم ما يميز الحزب[3].
  ولكي نقدم للقارئ مفهوماً شاملا فإننا نرى تعريف الحزب - وهي محاولة من الباحث لجعل تعريفه جامعاً شاملاً يجمع أبرز المفاهيم والمصطلحات التي لها علاقة بالحزب السياسي-  كما يلي : "جماعة من الأشخاص تتسم بالتنظيم ، يعتنقون عقيدة سياسية معينة ، ويسعون لتحقيق أهداف محددة ، أو الحصول على مزايا محددة، من خلال العمل  المنظم للوصول إلى السلطة أو الاحتفاظ بها.".
أكد التعريف السابق على جملة من القضايا ، وهي :
أولاً : الحزب جماعة منظمة : فلا يتصور وجود حزب سياسي يسعى لتحقيق أهداف معينة بدون وجود عنصر التنظيم وهو العنصر الذي يحدد العلاقات داخل الحزب وخارجه .
ثانياً : للحزب عقيدة سياسية تميزه : لكل حزب سياسي أيديولوجيا تميزه عن غيره من الأحزاب ، ويسير وفق هذه الأيديولوجيا ، اعتقاداً من قيادته أن الأيديولوجيا المتبعة في سير الحزب هي الأكثر صواباً وهي التي تحقق الأهداف المرسومة .
ثالثاً : الحزب يسعى لتحقيق أهداف محددة : يقوم الحزب على إتباع نهج معين لإيصاله لأهدافه التي من أبرزها الوصول للسلطة ، أو الاحتفاظ بها إن كان الحزب هو المسيطر على السلطة ، وليس الوصول للسلطة هو الهدف الأوحد للحزب ، فهي تلعب دوراً بارزاً في تكوين الرأي العام أيضاً.
  بعد التعرف على مفهوم الحزب السياسي ، سننتقل إلى التعرف على مفهوم آخر متفرع من مفهوم الحزب وهو : نظام الحزبين .

نظام الحزبين :

  يحتاج الناس في الدول الديموقراطية إلى من يحافظ على حقوقهم ، ويراقب دور السلطة الحاكمة في بلدهم ، وضمان وجود المعارضة التي تسمح بنوع من الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية .
  لا يعني مصطلح نظام الحزبين بالضرورة وجود حزبين فقط داخل الكيان السياسي ، فربما وجدت ثلاثة أحزاب داخل الكيان السياسي ، وليس معنى ذلك أننا انتقلنا من دائرة ثنائية الحزب إلى تعدد الأحزاب، وذلك بشرط توافر الآتي [4]:
أولاً: تمكن أحد الحزبين من كسب الأكثرية اللازمة للبقاء في الحكم دون مساندة حزب ثالث.
ثانياً: أن يتناوب الحزبين على السلطة خلال سنوات طويلة.
  إذن فنظام ثنائية الأحزاب معناه أن يكون داخل النظام السياسي حزبين سياسيين فاعلين ، لهما قاعدة جماهيرية تمكنهما من الاستمرار ، ويتناوبان الحكم لسنين طويلة . ومن الدول التي عرفت نظام الحزبين: المملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية .
  سنتناول الحديث  في السطور اللاحقة عن تجربة نظام الحزبين في كلا البلدين بنوع من التفصيل ، مع بيان مميزات كل واحد منهما على الآخر .

المبحث الثاني

الثنائية الحزبية

  تميز النظام السياسي في المملكة المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، بثنائية التنافس الحزبية فيهما ، وليس معنى هذا أن بلاداً أخرى لم تعرف هذا النوع من النظم الحزبية ، ولكنها كانت في غير بريطانيا والولايات المتحدة ظاهرة متقطعة عاشتها وما زالت تعيشها بعض الدول لفترات متقطعة ، أي أنها لا تتصف بالديمومة ، والتي ميزت كل من بريطانيا والولايات المتحدة. حتى أن غالبية فقهاء السياسة اعتبر الثنائية الحزبية ظاهرة خاصة بالبلاد الأنجلو أمريكية [5].

نظام الحزبين في المملكة المتحدة (بريطانيا):

  على الرغم من معرفة دول متعددة نظام الحزبين ، إلا أن المملكة المتحدة في هذا المضمار تختلف عن الدول الأخرى. فالمسألة في بريطانيا أدق . فقد كانت تجربة بريطانيا لنظام الحزبين مختلفة عن تجارب الدول الأخرى فكانت فريدة تماماً ، يميزها طابع خاص .
  أكد منشور صدر عن وزارة الأنباء الفرنسية عام 1945 أن بريطانيا تخضع للنظام الثلاثي[6] ، ولكن اليوم ليس من شك في ثنائية النمط البريطاني.
  عبر الأستاذان مابيلو و ميريل عن تميز طابع الحزبين في بريطانيا بقولهما : " إن الإنجليز واقعيون في السياسة ، لا يعلقون أهمية إلا على التجربة ، فهم متعلقون بنظام الحزبين لأنه اظهر جدواه ، ويؤمن منذ أمد طويل الاستقرار الحكومي ، وهم لا يعنون أبداً بالمناقشات الأيديولوجية ويستبعدون من حياتهم السياسية عقلية النظام ... وقد علمتهم التجربة أن الاعتدال هو الوسيلة الأسلم للحكم ."
  نستنتج من قول مابيلو و ميريل أن الحزبين البريطانيين عملا على توفير متطلبات الحياة الديموقراطية ، لذلك فقد لاقت تجربة هذا النوع من نظام الأحزاب نجاحا ملحوظا ، اختلفت الآراء       حول أسباب هذا النجاح ، فبعض الكتاب قال بأن المؤسسات السياسية وطبيعتها هي من ساعدت هذا النظام ليصل إلى ما وصل إليه الآن ، والبعض الآخر يرى في العوامل التاريخية وظروف المجتمع البريطاني العامل المساعد في نجاح نظام الحزبين.
  تعتبر الثنائية الحزبية في بريطانيا منضبطة ومعتدلة ، حيث أن الرأي العام يستطيع التمييز بوضوح بين وجهتي النظر المختلفتين بين الحزب الحاكم والمعارضة ، فتتم الانتخابات بإرادة شعبية واعية لا التباس فيها أو غموض .
  بدأت المنافسة بين الحزبين البريطانيين ( المحافظون والعمال ) واضحة بعد قيام الحكومة الحزبية عام 1945 ، حيث ثارت التكهنات حول مدى استعداد الحزبين للتعاون ضمن البرلمان البريطاني من عدمه، وذلك لاختلاف كل منهما في المفاهيم المتعلقة بالهيكل الاقتصادي والاجتماعي ، فظهر التباعد في وجهات النظر بين الحزبين .

نظام الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية :

  لم يكن الأمريكيون يدركون بصفة عامة دور وأهمية الأحزاب السياسية بشكل واضح ، فقد كانوا يتوجسون خيفة من الشلل وصراع الفروق والجماعات الضاغطة والتي كان همها الأول مصالحها دون الالتفات إلى مصالح الأمة بشكل عام . ولكن ورغم ذلك فقد تطورت الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة ولعبت دورها المميز في السياسيات الأمريكية [7].
  وقد نسب إلى جون آدمز قوله بأن لا شيء يثير الرعب أكثر من انقسام الجمهورية الجديدة بين حزبين كبيرين ، لكل حزب منهما قائده الخاص  ، وهذا توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة يقول : "إن لم يكن في استطاعتي دخول الجنة إلا برفقة حزب ، فإنني لا أفكر الذهاب إلى هناك قطعيا ً.[8]"
  مما سبق نستنتج أن الأمريكيين كانوا لم يصلوا بعد إلى حد الثقة بالأحزاب وخاصة نظام الحزبين ، وذلك لما توقعوا حدوثه وهو تفسيخ وانفصال الجمهورية الأمريكية بسبب اختلاف الأحزاب في أيديولوجيتها . ورغم شعور البعض بهذه التخوفات إلا أن البعض الآخر رأى في الأحزاب أمراً لا مفر منه .
  إن الأحزاب تقوم بتمثيل أعضائها والذين هم من مشارب مختلفة ، لذلك فإن كل حزب له أفكاره الخاصة ومبادئه التي لا يحيد عنها ، لذلك فنحن نجد اختلافا في الخصائص العامة بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة : ( الحزب الجمهوري ، والحزب الديموقراطي ) .

خصائص الحزب الجمهوري ، والديموقراطي العامة :

  لا يختلف الحزبان الأمريكيان على المبادئ والجوهر الأساسي ، وذلك بعكس الأحزاب السياسية الأوروبية التي تختلف حول المسائل الأساسية كالنظام السياسي أو الاقتصادي . ومن ظواهر توحد الحزبين في المبادئ والجوهر أن كلا الحزبين يحافظان على النظام الاقتصادي الليبرالي ، فلا يدعي أي حزب منهما العمل لقلب النظام الاقتصادي والسياسي ، بل يسعيان إلى تأكيد النظام الليبرالي كلٌّ بأسلوبه الخاص[9] .
  رغم هذا التشابه حول المسائل الأساسية ، فإنه لا ينفي وجود اختلافات بين الحزبين في بعض التفصيلات . فالحزبان الأمريكيان يختلفان على مسائل عدة ، كالتعريفة الجمركية ولائحة السكك الحديدية ، والسيطرة على الاحتكارات والسياسة المالية .
  إذن فإنه من الممكن اعتبار الحزب الديموقراطي هو حزب الإصلاح والتجديد والتغيير والحزب الجمهوري حزب الأكثر محافظة.

المعارضة في ظل الثنائية الحزبية :

  تتميز المعارضة في ظل ثنائية الحزبية كونها فردية ، ولكن وبالرغم من ذلك فإنها تكون منظمة ومعتدلة ،حيث أنها " أي المعارضة " تبقى بعيدة عن التطرف في معالجتها للأمور العامة ، فهي تقدم اقتراحات للحزب الحاكم لتحسين الوضع القائم ، أو حل للمشكلات إن وجدت . ومن مميزات المعارضة في ظل وجود ثنائية الحزبية أن الأخير يضفي على المعارضة وضوحاً تاماً لوجود الحلول المختصرة التي يقدمها الحزبين ( المعارضة والحاكم ).

المعارضة في بريطانيا :

  بالرغم من وجود حزبين رئيسيين في مجلس العموم البريطاني إلا أنه لا يمنع وجود أحزاب صغيرة أخرى ، كما بينا في المقدمة .
  يشكل الحكومة الحزب الذي يفوز بأغلبية المقاعد في الانتخابات العامة ، فيصبح رئيس الحزب الفائز رئيس مجلس الوزراء بتكليف من " التاج " ، أما الحزب الذي يحصل على الأقلية فإنه يشكل المعارضة والتي تعرف في بريطانيا "معارضة جلالة الملك " [10].
  مما يدلل على اهتمام المملكة المتحدة بالمعارضة فيها أنها قامت برفع المخصصات المقررة لزعيمها والمكافآت البرلمانية . فالمعارضة في بريطانيا لا تهدف فقط إلى التربص وانتظار سقوط الأغلبية للسيطرة على البرلمان ، وإنما تقوم _ كما في كل البلاد الديموقراطية _ بانتقاد الحكومة وتوجيه النصائح والإدلاء بالاقتراحات لتحسين عمل الحكومة .

المعارضة في الولايات المتحدة الأمريكية :

  لا تصل المعارضة الأمريكية في الوضوح إلى ما وصلته المعارضة البريطانية ، وبالرغم من ذلك فلقد عرفت الولايات المتحدة ما يعرف بنظام الحزب المسيطر . حيث يستمر الحزب الحاكم مدة طويلة في الحكم ، لتصاب جراء ذلك المعارضة بنوع من الجمود والشلل .[11]

المرونة في ظل ثنائية الحزبية :

  تختلف الأحزاب في بريطانيا عنها في الولايات المتحدة في قضية المرونة لهذه الأحزاب ، ففي الولايات المتحدة مثلا نجد أن الأحزاب فيها تفتقر لوجود أيديولوجيا محددة تساعد الناخبين أو الذين يريدون الانتساب للحزب على تحديد انتمائهم . وهذا ما جعلها تضم تيارات في أغلب الأحيان تصل إلى حد التنافر ؛ وذلك لنه لا توجد قاعدة وأرضية مشتركة تضم المنتسبين إلى الحزب أو توحدهم .
  لقد عبر بعض الفقهاء الأمريكيين عن ذلك بقوله : " إن الحزب في أمريكا لا يمكن أن يشبه بالجيش أو الكنيسة ، وهو ليس أسلوبا في الحياة .[12]"
  لهذا فقد وصف الحزب الأمريكي بأنه لا يتعدى كونه رابطة ضعيفة لا يجمعها إلا سعيها وراء السلطة والسيطرة عليها ، بحيث تخلو هذه الأحزاب من الاتفاق ، وإن كان الاتفاق متوفراً فإنه لا يكون في أغلب الأحيان إلا عرضيا [13].
  بالرغم من غموض وعدم وضوح برامجها ، إلا أنها في المقابل تمتاز بالمرونة الكافية لإعطاء الأعضاء في الحزب من ممثلي الشعب فرصة التصويت ضد قرار أو قانون يتقدم به الحزب في أغلب الأحيان.
  أما في المملكة المتحدة فإن الوضع يكاد يكون مختلفاً كليا ، حيث يتوافر الطابع الأيديولوجي المميز لحزب العمال مما يجعل من برنامجه واضحاً على عكس الأحزاب الأمريكية التي تفتقر للوضوح ، والحال ينطبق أيضاً على حزب المحافظين في كونه صاحب أيديولوجيا مناهضة لأيديولوجية حزب العمال. بالتالي فإن الحزبان يمتازان بوضوح أفكارهما وبرنامجهما ، لذلك فإن الأحزاب البريطانية تسعى إلى تطبيق هذه الأيديولوجيا بصرامة مما يبعد هذه الأحزاب عن المرونة التي اتصفت بها الأحزاب في الولايات المتحدة الأمريكية .
  يقال أنه " ليس من عادة الإنجليزي الانتقال من حزبه إلى حزب آخر بالسهولة التي يغير فيها المرء ثوبه ، بل يلجأ إلى ذلك في حالات الضرورة القصوى ." ومرد هذا القول إلى وضوح سياسة وأيديولوجية الأحزاب البريطانية ، فيعتنق الفرد مبادئ الحزب وهو على علم وإلمام بتلك المبادئ فيخلص لها ، على عكس الأحزاب الأمريكية التي تفتقر لهذه الأيديولوجيا ، فينتقل الفرد من حزب لآخر وكأنه أمر طبيعي[14].

المركزية في ظل ثنائية الحزبية :

  تختلف الأحزاب السياسية في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية من حيث البناء والتركيب ، وأسلوب العمل المنتهج داخل وحدات كل منهما.
  ففي بريطانيا تمتاز الأحزاب بشدة مركزيتها ، وهذا ما يعطيها تماسكاً وقوة وسيطرة على الناخبين ، بينما في الولايات المتحدة تذهب اللجان إلى إضعاف هذا التماسك والتشبث باستقلاليتها من خلال ارتباط لجان الدوائر بلجان المقاطعات الكبرى  ، لذا يرى البعض بأنه من الصواب الحديث عن خمسين حزب جمهوري وخمسين حزب ديموقراطي ، بدل الحديث عن حزب ديموقراطي وحزب جمهوري [15].
  تتميز الأحزاب الأمريكية ، بعدم الانضباط وعدم الاستقلالية ، فشبهها البعض جراء ذلك بالأحزاب الفرنسية ، وأبعدها عن الأحزاب البريطانية . حيث أن عدم انضباط الأحزاب في الولايات المتحدة ليس على الصعيد الداخلي فحسب ، بل على صعيد القضايا التي تحتاج لنوع من الانضباط أيضاً.
  لا تعد المركزية في الأحزاب البريطانية نتاجاً لنظام الانتخاب الفردي ، بل تكمن مركزيتها من عوامل عدة أهمها البعد الأيديولوجي وكيفية تمويل الأحزاب ، وسعي الأحزاب إلى تحقيق تركيز الأصوات وعدم تشتتها ليحول ذلك دون دخول المعركة الانتخابية بعيداً عن الحزب [16].

  نكون هكذا قد تحدثنا بشكل مختصر عن مفهوم الحزب ، ومفهوم ثنائية الأحزاب ، كما وتناولنا بعض الفروقات بين ثنائية الأحزاب البريطانية ، والأمريكية ، من حيث ثبات الثنائية والمركزية والمرونة . وسنفرد الفصلين القادمين للحديث عن الأحزاب بشكل عام في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

الثنائية الأمريكية والثنائية البريطانية وتركيبة الأحزاب :
تتناقض الثنائية الأمريكية والثنائية الإنجليزية بسبب تركيبة الأحزاب في كل منهما ، ففي المملكة المتحدة يرتكز بنيان الحزب على مركزية قوية ، تخف قوتها عند المحافظين عنها عند العمال، رغم ذلك فهي أقوى بكثير من المركزية الحزبية في الولايات المتحدة الأمريكية .
في الولايات المتحدة الأمريكية تستقل اللجان عن بعضها البعض بشكل تام ، ويرتبط النقباء واللجان في المناطق بلجان المقاطعات الكبرى ، وهذه الأخيرة تتلقى مباشرة تعليمات الزعماء ، واللجان الحكومية . لكن فوق الولاية لا توجد سلطة أخرى . والفرق واضح بالمقارنة مع بريطانيا حيث يحتفظ المركز بالسيطرة الطولى على مالية الحزب ، كما يحتفظ لنفسه بالموافقة على الاقتراحات المقدمة من اللجان المحلية [17].
لا ترتكز الأحزاب الأمريكية على أي قاعدة أيديولوجية أو اجتماعية ، فهي تتضمن في داخلها عقائد وعناصر متنافرة تماماً . وتؤلف في الأساس وسائل للاستيلاء على المراكز القيادية والإدارية والسياسية في الدولة ، وتعيين المرشحين للانتخابات الأولية التي لها أهمية أعظم للاقتراع الفعلي . أما الأحزاب البريطانية فهي تقترب بشكل كبير من مفهوم الأحزاب الكلاسيكية؛أي أن وظيفتها لا تقتصر على السيطرة على المناصب السياسية وتعيين المرشحين ، وإنما تقوم بنشاطات مستمرة طوال العام ، من مراقبة النظام السياسي وكيفية عمله إلى التعبئة السياسية للأعضاء وما إلى ذلك .











المبحث الثالث

الأحزاب السياسية الأمريكية

  لم يشر الدستور الأمريكي عند وضعه إلى الأحزاب ؛ وذلك بسبب النظرة التي كان واضعو الدستور ينظرون بها إلى الأحزاب ، فهي بنظرهم سبب في المشاحنات والانقسامات والغايات الشخصية. ولا يعني ذلك أن الأحزاب السياسية في ذلك الوقت لم تكن معروفة ، فقد كانت تعمل في بريطانيا لسنوات خلت سنة 1787م.
  بحلول عام 1800م كان النظام الحزبي قد أرسى دعائمه في الحكومة الأمريكية ، فظهر حينها المطالبة بإجراء التغييرات الدستورية التي تكفل حرية إنشاء الأحزاب .بعد هذا التاريخ "1800" لعبت الأحزاب دوراً فاعلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وفي سياستها ، وكان نشاطها يزداد في أوقات عنه في أخرى. فبعض الأزمات مثل الأزمات القومية كانت تسبب فتوراً وأفولاً وقتياً في عملها ، ولكنها بعد تخطي الأزمات ترجع لسابق عهدها قوية ومؤثرة[18].
  تقوم الأحزاب في الولايات المتحدة بأربع وظائف أساسية . فهي تلعب دوراً في انتخاب الموظفين العموميين ، وتقوم بعرض المشاكل العامة ، والرقابة على الموظفين الحكوميين ، وتوجيه الناخبين إلى الانتخاب ، وإشعال الصراع السياسي [19] .
  كانت الظروف في الولايات المتحدة الأمريكية تسمح ببزوغ أكثر من حزب سياسي ، إلا أن النظام محافظاً على صفة الحزبين ، وهما الحزب الجمهوري ، والحزب الديموقراطي .
 تظهر أهمية الأحزاب الامريكية بشكلها الجلي في عملية الترشيح للهيئات ورئاسة الجمهورية من خلال موازنة موقف المرشحين الذين لا ينتمون لأي حزب بموقف مرشحي الأحزاب ، فهؤلاء المرشحون "مرشحو الأحزاب" مسيطرون سيطرة تامة في معاركهم الانتخابية نتيجة الدعم المالي[20] التي يقف ورائها الأحزاب بإمكانياتها الضخمة[21].
  لا تقتصر أهمية الأحزاب الأمريكية على اختيار المرشحين ودعمهم في الانتخابات التشريعية بل يتعدى ذلك ليصل إلى حد أبعد ،حيث أن للحزبين ( الجمهوري والديموقراطي) في كل من المجلسين (الشيوخ والنواب) منظمات حزبية قوية تستطيع من خلالها السيطرة على عملية التشريع والتصويت وذلك بالتأثير في قرارات الكونجرس[22].

الحزب الديموقراطي :

  ظهر الحزب الديموقراطي أول ما ظهر في تسعينيات القرن الثامن عشر ، وكان يتزعمه أنذاك توماس جيفيرسون . وكان هم الحزب في حينه معارضة تمركز السلطة بيد الحكومة الفدرالية ، وحماية المصالح الزراعية والدفاع عنها .
  وقد شكل الحزب فيما بعد مظلة لمعظم التيارات والاتجاهات الليبرالية الاصلاحية مثل حركات حقوق الإنسان ،والحركات النسائية المطالبة بالعدالة والمساواة .
  أما على صعيد العلاقات الخارجية ، فمن الصعب علينا التفريق بين سياسيته وبين سياسة الحزب الجمهوري ، وإن كان من الممكن القول بأن الحزب الديموقراطي يتجه نحو تقليل النفقات العسكرية وتقليص حجم التدخل الأمريكي في الشئون العالمية[23].
  سيطر الحزب الديموقراطي على مدى ثلث قرن على الحكم في الولايات المتحدة بمساعدة التحالف الذي التف حول فرانكلن روزفلت ،والذي تشكل من صغار المزارعين والنخب المثقفة من البيض والنقابات العمالية بعد حزمة السياسيات التي انتهجها روزفلت عام 1932 لمعالجة الأزمة الاقتصادية[24].
  حتى عام 1986 كان 44% من الناخبين في الولايات المتحدة يصنفون نفسهم على أنهم من الحزب الديموقراطي. فقد كان 90% من الناخبين السود يصوتون لصالح مرشحي الحزب الديموقراطي والذي مثل عنصر جذب للكثير من الشرائح في المجتمع الأمريكي ومنهم اليهود[25].

الحزب الجمهوري :

  كانت نشأة هذا الحزب على شكل حزب أقلية مناهض للعبودية لا يحالفه الحظ في كل الانتخابات الاتحادية التي خاضها. حيث كان الحزب لا يشكل أكثر من 40% من نسبة الناخبين الأمريكيين[26].
  جاء تكوين هذا الحزب نتيجة فوران تلقائي للشعور السياسي عند قطاع من الأمريكيين ، ولا يمكن تحديد مدينة بعينها كانت سبباً في نشأت الحزب ، أو شخصية معينة يرجع إليها الفضل في تكوين هذا الحزب. وقد كان الحزب مبنياً على أساس المصالح والمثُل ، وكان أعضاؤه في بداية نشأته بعيدين عن ان يكونوا حزباً محافظاً أو حزباً لأصحاب الأعمال.
  تألف الحزب الجمهوري من الأحزاب والجماعات التي كانت موجودة على الساحة السياسية من "الويجز"[27] ، والديمقراطيين ، وأنصار الرق ، وجماعة الحركة المعتدلة.
  تمكن الحزب الجمهوري من السيطرة على مقعد الرئاسة والكونجرس على مدار الأعوام بين 1561-1931 ، وجاء تراجعه بعد الأزمة الاقتصادية العالمية ، وعاودت الحياة ودبت فيه بعد تولي ريجان السلطة فقد بدى حينها الحزب أكثر نشاطاً وحيوية من الحزب الديموقراطي. وقد انتهج حينها وخلال فترة حكم ريجان سياسة يمينية متطرفة ، تقوم على تخفيض الدعم الموجه للفقراء وتقليص الانفاق على الخدمات الاجتماعية. أما على صعيد العلاقات الخارجية فقد شدد الحزب على أهمية محاصرة الاتحاد السوفييتي في كل مكان [28].




المبحث الرابع

الأحزاب السياسية في بريطانيا

  يصنف النظام السياسي البريطاني بأنه من اكثر النظم الديموقراطية رسوخاً في العالم أجمع. وعلى الرغم من قدم هذا النظام واستمراريته فإنه يخلو من دستور مدون ،وليس المعنى من هذا أنه لا يوجد في بريطانيا قواعد مدونة تنظم السلوك السياسي والحياة اليومية ،فمثل هذه القواعد موجودة لكنها لن تدون في وثيقة واحدة (دستور) ،وقد فشلت كل المحاولات الرامية إلى جمعها حتى الآن[29].
  النظام الحزبي في بريطانيا تعددي إذا ما نظرنا إليه من زاوية الحرية الممنوحة في تشكيل الأحزاب . وهو ثنائي من حيث عدد الأصوات والمقاعد التي تحصل عليها الأحزاب في مجلس العموم[30]. ويرجع تطور الاحزاب السياسية في بريطانيا إلى تاريخ نشأة المجلس الكبير، والذي بدأ في العصور الوسطى كمجلس استشاري للملك.
  تعد بريطانيا من أوائل الدول التي أخذت بنظام الحزبين (الثنائية الحزبية) ،وذلك لوجود حزبين كبيرين يتناوبان على السلطة ،فالمتتبع للنظام البريطاني من عام 1945 ليتأكد أن النظام البريطاني بدأ يتوجه نحو الثنائية الحزبية ، على الرغم من تعدد الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية والتي يبلغ عددها اثني عشر حزباً[31].

 

حزب العمال :

  هو حزب سياسي تأسس لرفع لواء السياسات الاشتراكية ، ويعد واحداً من أهم الأحزاب في المملكة المتحدة. ومما يميز هذا الحزب عن غيره من الأحزاب البريطانية أن العضوية في تنقسم إلى نوعين من الأعضاء ، الجمعيات المرتبطة بالحزب ، والأعضاء المنتمين إليه مباشرة. فهو إذن يعتمد على الطبقة العاملة ، وهذا ما جعله غير معتمد على المساعدات المالية،فهو يعتمد على بدلات اشتراك الاعضاء والجمعيات التابعة له[32].
  لم يعان حزب العمال مسؤولية في الحرب العالمية الأولى ، مما أعطاه فرصة الصعود إلى السلطة ، حيث كان حزب الأحرار قد استهلك قوته ، إضافة إلى الإصلاح الانتخابي لعام 1918، والذي كسب العمال  من خلاله ثلاثة أخماسهم. أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد فاز الحزب في انتخابات عام 1945 لأن الإنكليز أرادوا تحقيق أمالهم التي تمخضت عن الحرب[33].
  شهد الحزب في التسعينيات من القرن الماضي اصلاحات جوهرية نتيجة النقد والمراجعة الذاتية أدت فيما ادت إلى بروز كوادر جديدة من القيادات داخل الحزب ممن تمتعوا برؤية استراتيجية واضحة.ولم تقتصر الاصلاحات التي شهدها الحزب ابعاد الأعضاء ذوي النزعة اليسارية الجامدة  بل تعداه إلى تخلي الحزب عن اليسار المتطرف[34].
  لقد اندفعت العناصر المتطرفة إلى خارج حزب العمال بهدوء[35] ، ففي مثل هذه الاشتراكية الجديدة لم يعد هناك مكاناً للتطرف.

 

حزب المحافظين :

  يعتبر مع حزب العمال من أكبر الأحزاب السياسية في بريطانيا ، ويسعى هذا الحزب إلى المحافظة على المؤسسات ، حيث يعتقدون أن التغيير يجب أن يكون تطورياً لا ثورياُ . ويعارض أنصار الحزب تدخل الدولة في مجالات تنظيم الصناعة ، ويفضلون المؤسسات الخاصة والحرية الشخصية والوحدة القومية لبريطانيا.
  وعلى عكس حزب العمال فهو يتكون من أعضاء منتمين إليه بصورة فردية ، يرتبطون بالحزب مباشرة ، ويعتمدون في تمويلهم على المساعدات والهبات المقدمة لهم[36].
  يُبني الحزب الجمهوري على عقيدتين رئيسيتين هما : حماية الملكية وإبقاء الامبراطورية البريطانية تحت التاج ، ويؤمن المحافظون بأن النظام الاجتماعي الحاضر يستند إلى الملكية الخاصة وسيطرة وسائل الانتاج. أما العقيدة الثانية للمحافظين فإنهم لا يؤمنون بالمساواة الاقتصادية ، ويساندون الكنيسة القائمة والتاج ومجلس اللوردات ، لهذا فهو يتلقى الكثير من المساعدات من الأغنياء والكنيسة[37].



  


خلاصة البحث :
  تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من أهم الدول التي تعتمد على نظام الثنائية الحزبية داخلها، وذلك نتيجة للوضع السياسي الداخلي في كلا البلدين.
  تختلف الأحزاب السياسية في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية من حيث البناء والتركيب ، وأسلوب العمل المنتهج داخل وحدات كل منهما.
  للأحزاب السياسية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية العديد من الوظائف مثل الرقابة على أداء الحكومات ، والمشاركة السياسية والانتخابات . ولا يقتصر دورها عند هذا الحد بل يتعداه إلى التأثير على المشرّعين والتشريعات داخل دولها .
  إن طريقة عمل الأحزاب تختلف في بريطانيا عنها في الولايات المتحدة ، ويرجع ذلك إلى عدة اعتبارات منها قوة الأحزاب في الساحة السياسية ، وكيفية تعامل القانون معها.
  لا يعني وجود أكثر من حزب سياسي في الدولة الواحدة أن الأخيرة تشهد نظام التعددية الحزبية بل يجب توافر جملة من الشروط في أحزاب تلك الدولة ، لتؤهلها لأن تكون في عداد أنظمة تعدد الأحزاب .
  تتميز الأحزاب الأمريكية ، بعدم الانضباط وعدم الاستقلالية ، فشبهها البعض جراء ذلك بالأحزاب الفرنسية ، وأبعدها عن الأحزاب البريطانية . حيث أن عدم انضباط الأحزاب في الولايات المتحدة ليس على الصعيد الداخلي فحسب ، بل على صعيد القضايا التي تحتاج لنوع من الانضباط أيضاً.
  أما الأحزاب البريطانية فإنها تتميز بانضباطها واقترابها بشكل كبير من مفهوم الأحزاب الكلاسيكية؛أي أن وظيفتها لا تقتصر على السيطرة على المناصب السياسية وتعيين المرشحين ، وإنما تقوم بنشاطات مستمرة طوال العام ، من مراقبة النظام السياسي وكيفية عمله إلى التعبئة السياسية للأعضاء وما إلى ذلك .

المراجع:

§        كامل.نبيلة ، الأحزاب السياسية في العالم المعاصر : القاهرة ، دار الفكر العربي ،1982.
§        الخطيب.نعمان ، الأحزاب السياسية ودورها في أنظمة الحكم المعاصرة : القاهرة ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ،1983.
§        ديفرجيه . موريس ، الأحزاب السياسية : بيروت ، دار النهار للنشر، الطبعة الثانية 1977.
§        الهاشمي . علي ، الأحزاب السياسية : بغداد ، شركة الطبع والنشر الأهلية ،1978.
§        نافعة.حسن ، معجم النظم السياسية الليبرالية في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية : القاهرة ،مركز البحوث والدراسات السياسية،1991.
§        حمدان.شمران،النظم السياسية:بغداد ، الطبعة الرابعة ،1972.
§        مابيلو.البير،ميرل.مارسيل،الأحزاب السياسية في بريطانيا العظمى،ترجمة محمد برجاوي ،بيروت،1970.
§        الدليمي.حافظ،النظم السياسية في اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية:عمان:دار وائل للطباعة والنشر،2001.
§        زينك.هارلود ، دينيمان.هوار ،هاثورن.جيسي ، نظام الحكم والسياسة في الولايات المتحدة: القاهرة ،مطبعة المعرفة 1958م.
§        عناية . محمد ، الفكر السياسي في أمريكا : القاهرة ، 2004.
§        حاتم . عبد القادر ، الطريق إلى الديموقراطية : القاهرة ، دار القاهرة للطباعة ،1957.
§        إسماعيل . حسن ، النظام السياسي للولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا : القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1977.
§        أبو راس . محمد ، التنظيمات السياسية الشعبية : القاهرة ، عالم الكتب ، 1974.





[1] كامل.نبيلة ، الأحزاب السياسية في العالم المعاصر : القاهرة ، دار الفكر العربي ،1982، ص7.
[2] الخطيب.نعمان ، الأحزاب السياسية ودورها في أنظمة الحكم المعاصرة : القاهرة ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ،1983،ص8.
[3] كامل . نبيلة ، مرجع سابق . ص72.
[4] كامل . نبيلة ، مرجع سابق ، ص 104.
[5] الخطيب . نعمان ، مرجع سابق ، ص 575.
[6] ديفرجيه . موريس ، الأحزاب السياسية : بيروت ، دار النهار للنشر ، الطبعة الثانية ، 1977، ص217.
[7] كامل . نبيلة ، مرجع سابق ، ص 129.
[8] عناية . محمد ، الفكر السياسي في أمريكا : القاهرة ، 2004 ، ص83.
[9] كامل . نبيلة ، مرجع سابق ، ص 137.
[10] الخطيب . نعمان ، مرجع سابق ،573
[11] المرجع نفسه ، ص 572.
[12] الخطيب . نعمان ، مرجع سابق ، ص 582.
[13] الهاشمي . علي ، الأحزاب السياسية : بغداد ، شركة الطبع والنشر الأهلية ،1978 ،ص105
[14] حاتم . عبد القادر ، الطريق إلى الديموقراطية : القاهرة ، دار القاهرة للطباعة ، 1957، ص28
[15] إسماعيل . حسن ، النظام السياسي للولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا : القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1977 ،ص 55.
[16] أبو راس . محمد ، التنظيمات السياسية الشعبية : القاهرة ، عالم الكتب ، 1974 ،ص219.
[17] ديفرجيه.موريس، الأحزاب السياسية ، مرجع سابق ،ص220
[18] زينك.هارلود ، دينيمان.هوار ،هاثورن.جيسي ، نظام الحكم والسياسة في الولايات المتحدة: القاهرة ،مطبعة المعرفة 1958م، ص156.
[19] المرجع نفسه ، ص159.
[20] يحرم المرشحون المستقلون من المساعدات المالية الذي تقدمه الدولة لكل مرشح حزبي في حملته الانتخابية ، وقدرها خمسون مليون دولار.
[21] الدليمي.حافظ،النظم السياسية في اوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية:عمان:دار وائل للطباعة والنشر،2001،ص268
[22] الدليمي.حافظ،مرجع سابق ،ص270.
[23] نافعة.حسن ، معجم النظم السياسية الليبرالية في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية : القاهرة ،مركز البحوث والدراسات السياسية،1991، ص32.
[24] المرجع السابق ،ص31.
[25] المرجع السابق،ص32.
[26] حمدان.شمران،النظم السياسية:بغداد ، الطبعة الرابعة ،1972،ص200
[27] الويجز:هو الحزب الأمريكي الثاني الذي نافس الحزب الديموقراطي ، كان قوة طموحة ، وخاض أول انتخابات عام 1832 تحت اسم الجمهوريين القوميين ، وكان الويجز تجمعاً واسعاً من كل الأقاليم والمصالح. وانحل بسبب رفض أعضائه الخضوع لقوانين أمريكية غير مكتوبة.
[28] نافعة.حسن،معجم النظم السياسية الليبرالية في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية ، مرجع سابق ،ص32.
[29] نافعة.حسن،مرجع سابق،ص155.
[30] الدليمي.حافظ.مرجع سابق،ص163.
[31] المرجع نفسه،ص85.
[32] الدليمي.حافظ،النظم السياسية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، مرجع سابق ،ص86.
[33] مابيلو.البير،ميرل.مارسيل،الأحزاب السياسية في بريطانيا العظمى،ترجمة محمد برجاوي ،بيروت،1970،ص18
[34] الدليمي حافظ،النظم الساسية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ، مرجع سابق ، ص87
[35] فقد قام زعيم المناجم الشهير آرثر سكارجيل بترك حزب العمال وتكوين حزب جديد أطلق عليه حزب العمال الاشتراكي ، دون إحداث أي صراع داخل الحزب
[36] الدليمي.حافظ،النظم السياسية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ، مرجع سابق ،ص89.
[37] المرجع نفسه،ص90.

3 التعليقات

انقر هنا لـ التعليقات
20 يونيو 2013 في 8:03 ص ×

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . وفقك الله وسدد خطاك وفك اسر إخوتنا .. والله اكبر والعزة للإسلام والمسلمين والموت للصهاينة والمتصهينين . راحع مدوناتي على الرابط : alabdi.blogspot.com وعلى الفيس بوك مؤسسة العبدي للفكر الإشتراكي الإسلامي .
أخوكم / أدهم محمد علي العبدي . السودان-الخرطوم - مدينة جبل الأولياء adham.ufo@gmail.com

الرد
avatar
admin
23 يونيو 2013 في 3:59 ص ×

اية لتشابه والإختلاف شيئ عادي والإنسان بطبعه ميال للإستقلال برأيه وقراره ولكن تأتي عوامل تحد من ذلك ، نحب الحرية والتعددية والديمقراطية وفي ذلك شخصية الإنسان .المجتمعات الغربية تسيطر عليها المادية والتفكير الرأسمالي الغربي ناهب ثروات الشعوب .تقلب على المجتمعات الغربية الطبقية(ثقافية-إقتصادية- سلالية)من ذلك المادةواعقيدةومن السلاليةاللوردات والبارونات والعوام،أي من هم ادنى من غيرهمفصار ذلك طبيعي بفهمهم،فأنتجت تعددية على شاكلتهم كمجلس اللوردات .والترجمة العربية لكلمة عوام لقبحهها حسب ثقافتا الإسلامية السمحةالتي تساوي بين الإنسان وأخيه الإنسان،نقول مجلس العموم البريطاني ولا نقول مجلس العوام.. وللرق أسماء تليق بمفاهيم زمانه..--راجع صفحتي بالفيس بوك:مؤسسة العبدي للفكر الإشتراكي الإسلامي .

الرد
avatar
admin
23 يونيو 2013 في 4:26 ص ×

حتي هذا الوقت الجتمعات الغربية تسودها التفرقة مادية وعرقية ودينية وبالتحديد عند اليمين وواضح ومؤكد قوة اليمين وضعف اليسار ولقد عانى المسلمين والعرب والأفارقة من ذلك و من الأمثلة الإعتداءات التي تحدث بالدول الغربية ضد العرب والأفارقة بين فترة وأخرى بل وتحدث منهم داخل أوطاننا كالحروب ونهب الثروات من ذهب وبترول بل وحتى الإحتلال والتقسيم كسايكس بيكو وتهجير الفلسطينيين وإستيطان غيرهم( اللورد بالفور 1917 )من يتصور أن بريطانياالدولة العظمى تنهب سمك السنغال ( 25ألف طن سنويا).تعبر السفن مياه الصومال بدون فائدة تعود للصومال ومع ذلك يسرقون اسماك الصومال والأمرمن ذلك تمزق سفنهم شباك الصياد الصومالي وعندمايعترض الصومالي ويطاب بحقه قالوا قراصنة.واكيد ما يولد ذلك ردودفعل فمن هو ليس غربي بشر .

الرد
avatar
admin
شكرا لتعليقك