pregnancy

الأب "الحنون" القاتل ..

يَذكرُ جيدا كيف طبع أول قبلة على جبينها .. وكيف أذّن في أذنها اليمنى وأقام في اليسرى .. أراد لها أن تكون "مسلمة" ملتزمة من أول يوم لها على الكوكب .. 


قطعة اللحم الصغيرة بدأت تكبر رويدا رويدا .. 

تمر السنوات .. وتكبر الطفلة .. ها هي ذي تطل على "المراهقة" من أوسع أبوابها .. جسد الطفلة صار يبدو غريبا عليها .. كل شيء يتغير في الجسد الغض .. رُبما لن أستطيع وصف خوفها وبكائها عندما رأت ولأول مرة الدم في ملابسها الداخلية ..

هي الآن شابة .. أكملت دراستها الثانوية .. والتحقت بالجامعة .. يا إلهي .. كيف سيتحمل الأب غياب ابنته عنه .. 

جلس في غرفته .. احتضن رأسه بين كفيه، وبدأ يبكي كأم فقدت وليدها .. كيف ستبتعد قطعة قلبه عنه .. كرِه العلم والتعليم .. كره الجامعات وأساتذتها .. إنها هي من ستخطف قلبه ..

هي الآن فتاة جامعية .. تسكن في إحدى الشقق القريبة من الحرم الجامعي .. رتبت غرفتها .. ولم تنسَ تثبيت صورة والدها على الجدار المقابل لسريرها .. 

مرت السنة الأولى بخيرها وشرها .. الفتاة الجامعية تحصل على مرتبة الشرف .. امسكت هاتفها الجوال .. ضغطت أرقام جوال أبيها .. الخط مشغول .. حاولت ثانية .. فردت عليها المجيبة الآلية: "الهاتف الذي تحاول الاتصال به مغلق حاليا" ..

لم تلق لذلك بالا .. ولو أنها شعرت بانكسار داخلي .. فقد أرادت أن يكون أبوها أول من يعلم بالنتيجة المبهرة ..

دخلت المنعطف المؤدي إلى شقتها .. وجدت والدها بانتظارها أمام باب الشقة .. يا لفرحتها حين رأته . ركضت إليه وقد فتحت ذراعيها لاحتضان أحن مخلوق عليها ..

يسمع الجيران صوت طلق ناري .. تهرع إحدى الجارات إلى نافذتها، تطل على الشارع، فترى جثة فتاة يغطي الدم رأسها .. ورجل يفر من المكان !!

بعد شهر تقريبا .. تحقيق صحفي يكشف أن والد الفتاة أقدم على قتلها بعد أن أخبره قريب له بأنه رأى ابنته في سيارة شاب قرب شقتها.. ويضيف التحقيق أن الشاب صاحب السيارة لم يكن سوى خالها ..  
شكرا لتعليقك