pregnancy

جريدة الحدث: راسبة؟

 
بقلم: محمد العواودة

سنفترض أن تسجلات جريدة الحدث والمادة التي نشرتها كتصريحات لرئيس الوزراء رامي الحمدالله في عددها رقم (48) الصادر يوم الثلاثاء الموافق 29/9/2015، سنفترض أنها صحيحة 100%، لندخل من باب آخر هو باب "المهنية".
                    
تعلمنا في كليات الإعلام أن أي مادة صحفية مهنية يجب أن تجيب عن الأسئلة الخمسة: من، ماذا، أين، متى، لماذا. لكن الحدث لم تجب إلا عن سؤال واحد هو (ماذا)، إذاً فقد حصلت على 1/5 في امتحان المهنية الأول، أي أنها رسبت.

إن كل سؤال من الأسئلة الخمسة مهم، فتعالوا معي إلى مثال ربما يوضح خطورة عدم الاجابة عن سؤال منها في مادة كهذه.

هذا المثال خاص بالمتزوجين منكم، تخيل معي أنك وقبل زواجك من سعيدة الحظ قلت أمام صديق لك إنك ستتزوج من فتاة فلسطينية جميلة وستأخذها إلى دنيا الأحلام والآمال، وكان صديق خبيثاً فسجل ما قلت، وبعدما تزوجت، أرسل هذا التسجيل إلى امرأتك، تخيل معي ماذا سيحصل؟!

بالعودة إلى الأسئلة التي غيَّبتها الحدث، (من)، من الذي أجرى هذه المقابلة مع رئيس الوزراء؟ لم نعرف، (أين) قال رامي الحمدالله هذه المعلومات؟ لا نعرف، طيب (لماذا) قال هذه المعلومات؟ لا نعرف!! طيب ما الذي تريد الحدث إيصاله لنا من خلال إجابتها عن سؤال واحد فقط من أصل خمسة؟ ما (المسخ) الذي تريدنا أن نتبناه ونحن لا نعرف "قرعة أبوه من وين"؟!

باختصار إن هذه المادة ودون الإجابة عن سؤال (متى) لا تصلح لأن تلف بها عناقيد الذرة، فكيف بها وهي لم تجب إلا عن سؤال واحد من أصل خمسة.

لقد ضحكت علينا الحدث عندما بينت لنا أن المادة المنشورة على صفحتين منها لم تكن مقابلة صحفية مع رئيس الوزراء، وكلنا الصحفيون منا والعامة ظننا أنها مقابلة صحفية، وصدقوني لو لدي من المال ما يكفي ومن الوقت ما يسعف، لن أتورع عن مقاضاة الحدث لأنها غررت بيَّ.

إن عزف الجريدة على وتر "لن يكشف مصدرنا إلا المحاكم" عزف ذو صوت رديء، فمن قال لكم إن المصدر هو التسجيل؟ المصدر يا أعزائي إنسان، يأكل ويشرب، المصدر ليس التسجيل، هذا شيء، الشيء الآخر هو: لماذا تخافون من التسجيل وقد فرغتموه على الورق؟!

لن أتطرق إلى الشروخ التي أحدثتها الحدث في النسيج الوطني والعربي، بل سأسأل سؤالاً أخيراً: لماذا لم ترسل الحدث ردها الذي نشرته إلى ديوان رئيس الوزراء؟

ربما هذه أبرز النقاط التي دقت جمجمتي على مدى 14 ساعة، إضافة لأشياء أخرى أفضل الاحتفاظ بها لنفسي.


التالي
انت في احدث موضوع
شكرا لتعليقك