pregnancy

الطفل فؤاد: وأخيراً يا أمي سأستحم كباقي البشر !!

بعد نجاح عملية زراعة كلى  أجربت له في مجمع فلسطين الطبي
الطفل فؤاد: وأخيراً يا أمي سأستحم كباقي البشر !!
في غرفة رقم (6) بقسم الجراحة في مجمع فلسطين الطبي، دفن الطفل فؤاد قفيشة 8 أعوام من الألم و"النكد" والحزن، فقبل أيام أجريت له علمية زراعة كلى داخل المجمع، وتكللت بالنجاح بعد 5840 ساعة قضاها تحت جهاز غسيل الكلى، ويستعد الآن للدخول في عامه الـ12 بدون "تعب".
الطفل فؤاد مع طبيبه د. عبد الله الخطيب
كان عمر فؤاد 3 سنوات حين قرر الأطباء البدء بإجراء جلسات غسيل كلى له "يوماً بعد آخر". "بلاء ونزل علينا" هكذا عبرت أم فؤاد عن سنوات مرض طفلها، قائلة: "كنت أذهب به لجلسة الغسيل يوما بعد آخر، كانوا يوصلون جسده بـ(البرابيش) وهو في حضني، كان لا يزال ابن 3 سنوات".
قبل عامين فقط، توفي والد فؤاد "حزنا وقهراً على ابنه" كما تقول الأم، فقاست العائلة مرارة اليتم والمرض.
نجحت عملية زراعة الكلى لفؤاد، بعد تبرع عمته، وسيعود طفلاً طبيعياً يذهب للمدرسة يوميا، بعد أن أخذ المرض جُل وقته، فحرمه من اللعب مع أصدقائه ومن متابعة دروسه.
تقول الأم: "بعد استقرار وضع فؤاد، قررت أن أحممه، وخلال الحمَّام نظر إلي وضحك وقال: "وأخيرا يا أمي سأستحم كباقي البشر"، وتوضح الأم أن ابنها لم يستحم بشكل كامل منذ بداية غسيل كلته قبل 8 سنوات، بسبب "البرابيش" التي كانت موصولة به.
رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع فلسطين الطبي د. عبد الله الخطيب قال إن بداية إجراء عمليات زراعة الكلى كانت منذ شهر آب 2010، مضيفا أن 124 مريضا أجريت لهم عمليات الزراعة داخل المجمع، بنسب نجاح تخطت الـ98%، مضيفاً أن نسب النجاح في إجراء العمليات تنافس الدول المتقدمة جداً في المجال الطبي.
وأوضح أن هذه العمليات تعد "إنجازا طبيا وطنيا"، وأنها وفرت على المرضى عناء السفر إلى دول الجوار، حيث كانت تجرى لهم العمليات قبل آب 2010، مستدركا: "هذه العمليات وفرت على ميزانية السلطة 10 آلاف دولار لكل مريض".
وأضاف رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى أن "المتبرع والمستقبل للكلى يتم تحضيرهم من الألف للياء قبل إجراء العمليات، ويأتي أخصائي جراحة الاوعية الدموية وزراعة الكلى، وجراح مسالك بولية وكلى، لإجراء هذه العمليات، وخلال الإجراء وبعده يتابع الأطباء في المجمع حالات المرضى".
وأكد د. الخطيب أن وزارة الصحة تسلك كل الطرق لتلاشي بروز "تجارة الأعضاء"، ففي حالات زراعة الكلى لا يقبل أي متبرع إلا إذا كان قريبا للمريض، وفي هذه الحالات لا يتصور استفادة المتبرع ماليا من تبرعه.
وقال: "نتمنى تثبيت مركز زراعة الأعضاء، لتبادل الأعضاء من المتبرعين الأقارب، فإذا لم يتلاءم تبرع قريب لمريضه يمكن إيجاد متبرع آخر يتلاءم معه كان يود التبرع لقريبه".
وأشار د. الخطيب إلى أن "سر نجاح عمليات زراعة الكلى هو طاقم التمريض المتميز، وفنيي التخدير والأطباء المساعدين للجراحين داخل المجمع"، قائلا:" نعمل كفريق متكامل لتقديم خدمة مميزة".
وعن آلية إجراء عمليات زراعة الكلى، قال استشاري أمراض وزراعة الكلى، إن مرضى الكلى يأتون من كل المحافظات، ويتم اختيار المناسبين منهم لإجراء العمليات، وذلك بعد إجراء فحوصات شاملة، إضافة إلى فحص المتبرع والتأكد من ملاءمته.
وأضاف: "بعد العملية يحتاج المتبرع والمتبرع له عناية صحية، فنقوم بمتابعتهم"، مشيرا إلى أن عملية التبرع لا تؤثر على المتبرع نهائيا، ويعيش حياته بشكل طبيعي.
وأكد د. الخطيب أنه في بداية إجراء مثل هذه العمليات كان المرضى يفضلون العلاج بالخارج على العلاج داخل مجمع فلسطين، وبعد فترة تأكد المرضى أن إجرائهم عمليات الزراعة داخل المجمع أفضل بكثير من الخارج، قائلا: "هناك أطباء تم زراعة كلى لهم داخل المجمع، وهذا دليل على الثقة العالية بالمجمع والطاقم الطبي".
وأشار إلى أن وزارة الصحة تجاوبت بشكل كامل في تقديم أفضل وأحدث أصناف الأدوية، مؤكدا أن هذه الأدوية مهمة جداً لنجاح العمليات، وتقليل نسب رفض الجسم للكلى الجديدة.
بدوره، وزير الصحة د. جواد عواد قال إن الوزارة تستعين بكادر طبي أردني لإجراء عمليات زراعة الكلى، موضحا أن الوزارة تعمل على جعل هذه العمليات تجرى بأيادي أطباء "الصحة".
وأضاف أن نسب نجاح عمليات زراعة الكلى والقلب المفتوح تنافس دول الجوار، وأن القيادة السياسية تهتم بشكل كبير في تطوير وتحسين الوضع الصحي في فلسطين ودعم مجمع فلسطين الطبي.

وقال مدير المجمع د. أحمد البيتاوي إن عمليات زراعة الكلى بالمجمع تعد مفخرة فلسطينية، مؤكد أن ذلك وفر على المرضى الجهد والمال، مضيفاً" أشكر الطواقم الطبية التي تواصل الليل بالنهار لخدمة أبنائنا المرضى، وأشكر وزير الصحة على اهتمامه المتفاني بالمجمع، وانعكاس ذلك على جودة الخدمة المقدمة للمرضى".
شكرا لتعليقك