pregnancy

"علامات بيرزيت" تُثير الجدل


بيرزيت- الحياة الجديدة- محمد العواودة- كشفت مذكرة داخلية بجامعة بيرزيت موجهة من دائرة التسجيل والقبول- قسم العلامات إلى أعضاء الهيئة التدريسية، عن معايير أقرها مجلس الجامعة بخصوص علامات الطلبة. 


المعايير الخاصة بتعديل علامات المساقات لطلبة البكالوريوس تطلب من مدرسي المواد رفع علامات الشعب في المساقات التي يدرسونها، وتورد المذكرة مثالا عن آلية رفع العلامات، فالشعبة التي يكون متوسط علاماتها62.2 سترفع لتصبح بين الـ 71 و الـ 76، بحيث تسمى العلامة الأخيرة "المعدل المفضل". 
وتوضح المذكرة أن المعايير المقرة من مجلس الجامعة ليست إجبارية، فالمدرس الذي يرفض المعايير يحق له اعتماد العلامات التي يراها مناسبة. 
"الحياة الجديدة" طرقت باب رئاسة الجامعة ومدرسيها، ومجلس الطلبة لمعرفة تفاصيل "معايير العلامات" وأسباب إقرارها، وردود الأفعال عليها. 
مدرسون في الجامعة قالوا إن معايير رصد العلامات "مجحفة وغير عادلة"، وأضافوا أن العلامات المتدنية لبعض الطلبة سيتم رفعها على حساب العلامات العالية لطلبة نفس الشعبة، مؤكدين أن المدرس أصبح آلة لا دخل لها بعلامات الطلبة، فيما أكدت إدارة الجامعة أن معايير العلامات وضعت حتى لا يُظلم الطلبة. 
جقمان: لا يوجد علامات حقيقية 
نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. هنري جقمان قال لـ "الحياة الجديدة" إن مجلس الجامعة أقر معايير العلامات بسبب تشدد بعض الأساتذة وتراخي بعضهم في إعطاء العلامات، فمنهم من يتحدى الطلبة أن يحصلوا على علامات في الثمانين مثلا، وهناك من يهيل العلامات على الطلبة، مضيفا أن هذا أدى لوجود دوائر وكليات علاماتها عالية، وأخرى علاماتها منخفضة. 
وأكد جقمان أن "المعايير المتبعة في الجامعة تطبق في جامعات عالمية، فأرادت بيرزيت تجربة هذه المعايير، وسترى فإن آتت أكلها هذا الفصل ستعتمدها، وإن كان العكس، فيمكن أن تلغى أصلا". 
وعن تأثير معايير العلامات على مصداقية الجامعة، قال جقمان إنه لا يوجد شيء اسمه "علامات حقيقية" فكلها تخضع لرغبات المدرسين. 
وأشار نائب رئيس الجامعة إلى أن بعض الجامعات في الوطن والخارج لا تتشدد في إعطاء العلامات للطلبة، فأدى ذلك لأن يصبح معدل الطالب في بيرزيت منخفضا مقارنة مع غيره من الطلاب في جامعات العالم، وكل ذلك أثر سلبا على فرصة طالب بيرزيت في المنح الدراسية بجامعات الخارج. 

قرار متسرع .. 
وقالت نقابة العاملين في الجامعة إنها تفاجأت بقرار مجلس الجامعة بخصوص معايير العلامات، مؤكدة أنها لم تطلع على حيثيات القرار، ولم يتم إشراكها فيه. وأكد رئيس لجنة الأساتذة في النقابة د. سالم ذوابة أن النقابة وبعد قرار مجلس الجامعة برفع سلم العلامات، اجتمعت ورأت أن القرار متسرع، خصوصا أنه جاء في نهاية الفصل الدراسي. 
وأضاف ذوابة أن تعميما من رئاسة الجامعة وصل إلى أعضاء الهيئة التدريسية كان نصه يتمحور حول "رفع علامات الطلبة لأن علامات طلبة الجامعات الأخرى في الوطن والخارج عالية، وهو ما يؤثر على فرصة التنافس في المنح الدراسية". 

مجلس الطلبة: قرار إيجابي 
وعلق سكرتير لجنة التخصصات في مجلس الطلبة محمد أبو الليل على المعايير الجديدة بقوله إنها تساعد في حصول طلبة الجامعة الخريجين على منح أكاديمية في جامعات الخارج. وأضاف أبو الليل أن هذه المعايير ربما تكون لها سلبيات، ولكن إيجابياتها أكبر وأعمق. 
أما أستاذة اللغة الإنجليزية رجاء حمايل فقد قالت إن المعايير الجديدة تهدف لرفع علامات الطلاب "بحيث يعطي هذا إمكانيات قبول أكبر في الدراسات العليا أسوة بجامعات اخرى"، مضيفة أن القرار بحاجة لمزيد من الدراسة، وذلك لأن "هناك مشكلة في احتساب معدلات الشعب، أي أن هناك تحديدا للأستاذ بأن تكون معدلات الشعب ضمن نسبة معينة، ما يجعل العلامة أيضا غير حقيقية". 
واوضحت حمايل أن معايير العلامات ستؤدي إلى ظلم لبعض الطلبة وإنصاف لطلبة آخرين، مشيرة إلى أنها ستحد من سيطرة الأستاذ على علاماته، وهذا بالتالي يحد من حريات الأستاذ الاكاديمية". 
شكرا لتعليقك